الأحد ١٢ أغسطس ٢٠١٢
حينما ينتهي الطبيب من الكشف على المريض يأتي دور وصف العلاج ثم الالتزام به ومراقبة التحسّن، هذا هو المتوقع، لكننا نرى كشفيات عن أمراض ولا نرى علاجاً لها. أتحدث عن جهود هيئة مكافحة الفساد.
نشطت «نزاهة» في نشر أخبار مفصّلة عن تحقيقات لها في أكثر من جهة، كان آخرها ما نشرته صحيفة «سبق» عن «هدر المال العام، والتزوير، واستغلال السلطة، والتعسّف في اتخاذ القرار الإداري، واستغلال النفوذ الوظيفي، والتحايل على النظام».
كل هذا في مستشفى كبير في الرياض لم يذكر اسمه، ويبدو أنه غير تابع لوزارة الصحة، وعن تقرير تحت الإعداد لـ «نزاهة»، نقلت الصحيفة أكثر من 20 مخالفة وتجاوزاً للأنظمة تندرج بين قوسين أعلاه. وقبل هذا كانت لهيئة «نزاهة» ملاحظات على مستشفيات لوزارة الصحة منها مستشفى «المجاردة». ووفق صحيفة «الشرق»، فقد تم إعفاء بعض قيادات المستشفى، لكن تم تعيينهم في مواقع أخرى!؟ ونقلت «الحياة» عن متحدث باسم «صحة عسير» أن الإعفاءات لا علاقة لها بتقرير «نزاهة»، مضيفاً أن «ما حدث من صدور تكليفات بعض موظفي المستشفى القدامى كان للاستفادة من خدماتهم في مواقع أخرى»!؟
تقارير وأخبار هيئة مكافحة الفساد تنتهي بالعبارة التالية: «إحالة الملف إلى هيئة الرقابة والتحقيق». ولا تسمع بعدها له ذكراً، ربما تكون اللقمة كبيرة على هيئة الرقابة، لست أدري! لكن مسلسل الكشف والتشخيص الذي يقدر لـ «نزاهة» يتبخر أثره وفائدته مع عدم المواكبة وإعلان العلاج الناجع، بل إن الضرر هنا أكبر مما نتوقع.